الجمعة، 19 أكتوبر 2012
الخميس، 18 أكتوبر 2012
مدارس الفن التشكيلي وأبرز فناني كل مدرسة :
التشكيلي:
هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال .آخذاً مفرداته من محيطه. ولكل إنسان
رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ، مما أضطر الباحثون في مجالات العطاء الفني أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار ( المدارس الفنية).
ولنبدأ بالمدرسة الواقعية:
وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما أقتضاه الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية في ذلك العصر. كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معين ما يخص المجتمع.
وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكان هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.
إن دور الأهم الذي يميز تلك المرحلة ، توثيقها لمجمل الشخصيات التي كان لها وزنهاالاجتماعي
والسياسي والديني في تلك الفترة.
المدرسة الأنطباعية:
في هذه المدرسة أي (الأنطباعية) حمل الفنان مرسمه وخرج للطبيعة وتخلى عن المراسم
والغرف المغلقة .
كان هناك ما يسمى بالرصد لتلك الحالة المتجلية في الهواء الطلق . ليضفي الفنان على عنصر المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية .لها علاقة مباشرة مع إحساسه بالمشهد . بطريقة حسية سميت بالانطباعية . وقد تميز أعمال الانطباعيين ومنهم الفرنسيين خاصة . بتركيز الفنان على عنصري الظل والنور . وهنا برز أعلام لتلك المدرسة أمثال الفنانيين:
ادوار مانيه – سيزان – ادغار ديغا – رينوار – كلود مونيه.
ما بعد الانطباعية: أو ( الانطباعية الجديدة)
وهي حصيلة المدرسة الانطباعية وما قبلها ، لكن بأسلوب جديد وفن حديث ، وهنا كان لا بد أن ينعكس الإحساس بعدم الرضى الذي ساور الرسامين الانطباعيين كافة في الثمانينات القرن التاسع عشر على الفنانين الذين جاؤوا من بعدهم أمثال( فان كوغ وبول غوغان ).
فمثلاً: فان كوغ وهو فنان هولندي عاش ما بين عام 1853-1890 تميز:
-عنده التكوين ببساطة ذاتها. – مع النزوع الى التناسق.
-الالوان عالية النغمة . – كما أدرك الشمس والظل فرسمهما.
وكان يرسم الموضوعات اللاشخصانية والمجهول للانطباعية.
ولم يسبق لرسام أن ترك آثار فرشاته على سطح القماش في ذلك الوقت.
المدرسة الرمزية :
وهي ترميز الاشياء من خلال اللون، وترميز الوضعية للحالة أيضاً .
كما عمل الفنان روزيتي :
فالفنان روزيتي جرب الرمزية من خلال لوحة (بياتريس المقدسة) . وهي لوحة تذكارية رسمها لوفاة زوجته .ترينا لحظة صعود بياتريس الى السماء . وكأنها في غيبوبة وكان كل لون استعمله روزيتي معناه الواضح في الترميز .
أهم الفنانين الرمزية :
جيمس وسلر – دانتي روزيتي – شافان – غوستاف مورو .
المدرسة التعبيرية :
نشأت التعبيرية في المانيا 1910.
وفكرة التعبيرية في الاساس هي أن الفن ينبغي أن لا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية بل عليه أن يعبر عن التجارب العاطفية والقيم الروحية . وهناك فنان ألماني أشتهر بالتعبيرية في بدايته هو الفنان هنري ماتيس1869-1954
أهم الفنانين :هنري ماتيس – هنري روسو – أميل نولده – بيكاسو.
المدرسة الدادائية:
ولدت الدادائية في عام 1916.
ومبتكر الدادائية هو الشاعر الروماني (تريستان تازارا). حيث قال :
أن الدادائية لا تعني شيئأ .
وانتشرت الدادائية بين عامي 1918 – 1920 من ألمانيا .والدادائية تمثل بالفن حالة رفض لفترة البلشفية الالمانية – لذلك لم تدوم طويلاُ – كان هناك فنان أسمه شفيترز
لجأ الى الارصفة والى صناديق القمامة ولجأ الى كل ما يخدم غرضه لعمل قطعة فنية من سائر المهملات القديمة في عمل (الكولاج) .
منتقياً إياه لخواصها المظهرية- شكلاً ولوناً ونسيجاً …لكن دون أن يخفي هويتها الاصلية مطلقاً .
وكان أكثر الفنانين شأناً وصلة هم الفنانين ( زيوريخ هانز – وجان أرب ).
المدرسة السوريالية :
انبثقت السوريالية بفضل اطلاع الشاعر آندريه بريتون على أفكار الفيلسوف فرويد
بين العقل والخيال وبين الوعي واللاوعي.
استحدثت السوريالية بسطوة الاحلام. وبتلاعب الفكر الحر.
ورسم السوريالية هي نصف استعادة للذاكرة ونصف حلم مع حرية تامة في الصورة التلقائية . من أهم السورياليين : خوان ميرو- آرب- آيرنست.
المدرسة التجريدية :
وهو تجريد كل ما هو محيط بنا عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال.
وكل الفنانين الذين عالجوا الانطباعية والتعبيرية والرمزية نراهم غالباً ما ينهوا بأعمال فنية تجريدية ، وحالة المدرسة التجريدية متقدمة بالفن في وقتنا الحالي
مقولة لـ بول غوغان:
الفن تجريد استخلصه من الطبيعة بالتأمل أمامها وامعن التفكير جيداً بالخلق الناجم عن ذلك.
أهم الفنانين : خوان ميرو- كاندنسكي- بيت موندريان
هو الفنان الباحث الذي يقوم بصياغة الأشكال .آخذاً مفرداته من محيطه. ولكل إنسان
رؤياه ونهجه، لذا تعددت المعالجات بهذه المواضيع ، مما أضطر الباحثون في مجالات العطاء الفني أن يضعوا هذه النتاجات تحت إطار ( المدارس الفنية).
ولنبدأ بالمدرسة الواقعية:
وهي المدرسة التي تنقل كل ما في الواقع والطبيعة إلى عمل فني طبق الأصل، فهي مجمل رصد لحالات تسجيلية كما أقتضاه الواقع من حيث الظروف السياسية والاقتصادية والدينية في ذلك العصر. كما ترصد عين الكاميرا الفوتوغرافية اليوم واقع معين ما يخص المجتمع.
وقد تدخلت عواطف وأحاسيس الفنان في رصد هذه الأعمال فكان هناك الواقعية الرمزية والواقعية التعبيرية.
إن دور الأهم الذي يميز تلك المرحلة ، توثيقها لمجمل الشخصيات التي كان لها وزنهاالاجتماعي
والسياسي والديني في تلك الفترة.
المدرسة الأنطباعية:
في هذه المدرسة أي (الأنطباعية) حمل الفنان مرسمه وخرج للطبيعة وتخلى عن المراسم
والغرف المغلقة .
كان هناك ما يسمى بالرصد لتلك الحالة المتجلية في الهواء الطلق . ليضفي الفنان على عنصر المشهد الماثل أمامه حالة حسية انطباعية .لها علاقة مباشرة مع إحساسه بالمشهد . بطريقة حسية سميت بالانطباعية . وقد تميز أعمال الانطباعيين ومنهم الفرنسيين خاصة . بتركيز الفنان على عنصري الظل والنور . وهنا برز أعلام لتلك المدرسة أمثال الفنانيين:
ادوار مانيه – سيزان – ادغار ديغا – رينوار – كلود مونيه.
ما بعد الانطباعية: أو ( الانطباعية الجديدة)
وهي حصيلة المدرسة الانطباعية وما قبلها ، لكن بأسلوب جديد وفن حديث ، وهنا كان لا بد أن ينعكس الإحساس بعدم الرضى الذي ساور الرسامين الانطباعيين كافة في الثمانينات القرن التاسع عشر على الفنانين الذين جاؤوا من بعدهم أمثال( فان كوغ وبول غوغان ).
فمثلاً: فان كوغ وهو فنان هولندي عاش ما بين عام 1853-1890 تميز:
-عنده التكوين ببساطة ذاتها. – مع النزوع الى التناسق.
-الالوان عالية النغمة . – كما أدرك الشمس والظل فرسمهما.
وكان يرسم الموضوعات اللاشخصانية والمجهول للانطباعية.
ولم يسبق لرسام أن ترك آثار فرشاته على سطح القماش في ذلك الوقت.
المدرسة الرمزية :
وهي ترميز الاشياء من خلال اللون، وترميز الوضعية للحالة أيضاً .
كما عمل الفنان روزيتي :
فالفنان روزيتي جرب الرمزية من خلال لوحة (بياتريس المقدسة) . وهي لوحة تذكارية رسمها لوفاة زوجته .ترينا لحظة صعود بياتريس الى السماء . وكأنها في غيبوبة وكان كل لون استعمله روزيتي معناه الواضح في الترميز .
أهم الفنانين الرمزية :
جيمس وسلر – دانتي روزيتي – شافان – غوستاف مورو .
المدرسة التعبيرية :
نشأت التعبيرية في المانيا 1910.
وفكرة التعبيرية في الاساس هي أن الفن ينبغي أن لا يتقيد بتسجيل الانطباعات المرئية بل عليه أن يعبر عن التجارب العاطفية والقيم الروحية . وهناك فنان ألماني أشتهر بالتعبيرية في بدايته هو الفنان هنري ماتيس1869-1954
أهم الفنانين :هنري ماتيس – هنري روسو – أميل نولده – بيكاسو.
المدرسة الدادائية:
ولدت الدادائية في عام 1916.
ومبتكر الدادائية هو الشاعر الروماني (تريستان تازارا). حيث قال :
أن الدادائية لا تعني شيئأ .
وانتشرت الدادائية بين عامي 1918 – 1920 من ألمانيا .والدادائية تمثل بالفن حالة رفض لفترة البلشفية الالمانية – لذلك لم تدوم طويلاُ – كان هناك فنان أسمه شفيترز
لجأ الى الارصفة والى صناديق القمامة ولجأ الى كل ما يخدم غرضه لعمل قطعة فنية من سائر المهملات القديمة في عمل (الكولاج) .
منتقياً إياه لخواصها المظهرية- شكلاً ولوناً ونسيجاً …لكن دون أن يخفي هويتها الاصلية مطلقاً .
وكان أكثر الفنانين شأناً وصلة هم الفنانين ( زيوريخ هانز – وجان أرب ).
المدرسة السوريالية :
انبثقت السوريالية بفضل اطلاع الشاعر آندريه بريتون على أفكار الفيلسوف فرويد
بين العقل والخيال وبين الوعي واللاوعي.
استحدثت السوريالية بسطوة الاحلام. وبتلاعب الفكر الحر.
ورسم السوريالية هي نصف استعادة للذاكرة ونصف حلم مع حرية تامة في الصورة التلقائية . من أهم السورياليين : خوان ميرو- آرب- آيرنست.
المدرسة التجريدية :
وهو تجريد كل ما هو محيط بنا عن واقعه، وإعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال.
وكل الفنانين الذين عالجوا الانطباعية والتعبيرية والرمزية نراهم غالباً ما ينهوا بأعمال فنية تجريدية ، وحالة المدرسة التجريدية متقدمة بالفن في وقتنا الحالي
مقولة لـ بول غوغان:
الفن تجريد استخلصه من الطبيعة بالتأمل أمامها وامعن التفكير جيداً بالخلق الناجم عن ذلك.
أهم الفنانين : خوان ميرو- كاندنسكي- بيت موندريان
قالو عن الفن التشكيلي
* الفن ليس مهمته نسخ الواقع ليكون مطابقاً للأصل
وأنما مهمته تحفيز الناظر وسبر ثقافته لإيجاد صلات ووشائج مع اللوحة
والواقع، فالرؤى تختلف باختلاف مستوى ثقافة الناظر وزاوية النظر تعكس رؤية
وشكل جديد.
والفنان يبتهج حين تتعدد الرؤى والقراءة لتفاصيل عمله الإبداعي ويرفض الإفصاح عن أسرار وأهداف عمله الإبداعي،
يعتقد ((سولا جيس))"أن فن الرسم ليس انعكاس مباشر للواقع، لأن الواقع تعكسه ثقافة الناظر".
وإن كان فن التصوير انعكاس مباشر للواقع فإن فن الرسم انعكاس غير مباشر عنه، فمسعاه الأساس إبراز الأبعاد الخفية للواقع التي تكون غير مرئية للناظر. فقد يركز الرسام على عمق الحزن في الوجه أو أبعاد السعادة أو آثار الزمن الناخرة لمساحة الوجه أو الجمال الكامن في المساحات غير الظاهرة من الجسد. إنه مسعى لفك ألغاز وأبجدية تفاصيل الواقع غير المرئي لجعلها تفاصيل مرئية تحفز أحاسيس ومشاعر الناظر على قراءة تفاصيل الجمال الحقيقة للواقع غير المرئي.
تعبر ((تريستان كوريبير)) عن ذلك قائلةً:"ينبغي أن نرسم ما لانراه ولن نراه أبداً".
-الفنان يجب أن يكون مرهف الحس، يمتلك عينان كعيون الصقر يلتقط تفاصيل الجمال بسرعة البرق ويحس به، ليعكسه إحساساً في عمله الإبداعي.
والفنان لايرسم بيده، وأنما بروحه وقلمه الذي يمثل أحد مجسات روحه التي تخط أحاسيسه ومشاعره. وريشته ليست أداة للتلوين، وأنما مجساً لعكس ترددات الروح فهي تضرب بوحي ترددات الروح المتحسسة لتفاصيل الجمال، لأنها تستمد أحكامها في التلوين من عوالم كونية جسدت الجمال في الواقع غير المرئي.
يقول ((روسكن))"أن روح الشرير لاتقدر أن تفهم الجمال والكمال، الروح الحية، الطاهرة والشريفة هي وحدها قادرة على فهمها لأنهما من شاكلتها".
روح الفنان روح صبورة خالقة لكائن إبداعي جديد، ينطق ويحاكي الجمهور المثقف الذي يجيد فك رموز وألغاز اللوحة التي يمنحها الفنان جزءً من روحه ليتقاسم معها السعادة. ويمتاز فن الرسم بالدقة الرياضية وبالذوق الرفيع وبالصبر الذي لاحدود له في بناء أجزاء المخلوق الإبداعي بتناسق جميل يعكس مظاهر الجمال والكمال فيه، ليمارس دوره في الحياة مع أقرانه من الكائنات الإبداعية الأخرى.
يرى ((هرمان هسه))"أن فن الرسم شيء مدهش حقاً، لأنه يمنح الفنان السعادة والصبر".
إن سعادة الفنان بصناعة مخلوقه الإبداعي المفصح عن تفاصيل جماله المثير للأسئلة والألغاز الفنية الذي يشد الناظر إليه ويجبره على التحاور والتعليق الفني، سعادة لايمكن أن يفهمها غير الفنان المدرك لعملية المخاض النفسي والحسي الذي ينتاب الفنان عند صناعة كل جزء من أجزاء مخلوقه الإبداعي ومن ثم ينفخ الروح فيه ليكون ناطقاً ومفصحاً عن تفاصيله الجمالية.
يعتقد ((بتهوفن))"لايفصح الفنان عن سعادته بعمله الفني، أنه يخفيها في داخله".
االفنان يجسد الأحاسيس والجمال في اللوحة ويعبر عن قصيدة الشعر بكل أبعادها الحسية بالألوان، كل لون فيها نغمة حسية-موسيقية وكل خط منحي فيها يمثل بحراً من بحور الشعر.
الفن التشكيلي أصعب أنواع الفنون لأنه تعبير صامت عن أشياء صارخة، وتسليط الضوء على الزوايا المعتمة في الواقع وبحث متواصل للكشف عن تفاصيل غير مرئية استدلت الأيام والسنين والأحداث الستار عليها.
والفنان يبتهج حين تتعدد الرؤى والقراءة لتفاصيل عمله الإبداعي ويرفض الإفصاح عن أسرار وأهداف عمله الإبداعي،
يعتقد ((سولا جيس))"أن فن الرسم ليس انعكاس مباشر للواقع، لأن الواقع تعكسه ثقافة الناظر".
وإن كان فن التصوير انعكاس مباشر للواقع فإن فن الرسم انعكاس غير مباشر عنه، فمسعاه الأساس إبراز الأبعاد الخفية للواقع التي تكون غير مرئية للناظر. فقد يركز الرسام على عمق الحزن في الوجه أو أبعاد السعادة أو آثار الزمن الناخرة لمساحة الوجه أو الجمال الكامن في المساحات غير الظاهرة من الجسد. إنه مسعى لفك ألغاز وأبجدية تفاصيل الواقع غير المرئي لجعلها تفاصيل مرئية تحفز أحاسيس ومشاعر الناظر على قراءة تفاصيل الجمال الحقيقة للواقع غير المرئي.
تعبر ((تريستان كوريبير)) عن ذلك قائلةً:"ينبغي أن نرسم ما لانراه ولن نراه أبداً".
-الفنان يجب أن يكون مرهف الحس، يمتلك عينان كعيون الصقر يلتقط تفاصيل الجمال بسرعة البرق ويحس به، ليعكسه إحساساً في عمله الإبداعي.
والفنان لايرسم بيده، وأنما بروحه وقلمه الذي يمثل أحد مجسات روحه التي تخط أحاسيسه ومشاعره. وريشته ليست أداة للتلوين، وأنما مجساً لعكس ترددات الروح فهي تضرب بوحي ترددات الروح المتحسسة لتفاصيل الجمال، لأنها تستمد أحكامها في التلوين من عوالم كونية جسدت الجمال في الواقع غير المرئي.
يقول ((روسكن))"أن روح الشرير لاتقدر أن تفهم الجمال والكمال، الروح الحية، الطاهرة والشريفة هي وحدها قادرة على فهمها لأنهما من شاكلتها".
روح الفنان روح صبورة خالقة لكائن إبداعي جديد، ينطق ويحاكي الجمهور المثقف الذي يجيد فك رموز وألغاز اللوحة التي يمنحها الفنان جزءً من روحه ليتقاسم معها السعادة. ويمتاز فن الرسم بالدقة الرياضية وبالذوق الرفيع وبالصبر الذي لاحدود له في بناء أجزاء المخلوق الإبداعي بتناسق جميل يعكس مظاهر الجمال والكمال فيه، ليمارس دوره في الحياة مع أقرانه من الكائنات الإبداعية الأخرى.
يرى ((هرمان هسه))"أن فن الرسم شيء مدهش حقاً، لأنه يمنح الفنان السعادة والصبر".
إن سعادة الفنان بصناعة مخلوقه الإبداعي المفصح عن تفاصيل جماله المثير للأسئلة والألغاز الفنية الذي يشد الناظر إليه ويجبره على التحاور والتعليق الفني، سعادة لايمكن أن يفهمها غير الفنان المدرك لعملية المخاض النفسي والحسي الذي ينتاب الفنان عند صناعة كل جزء من أجزاء مخلوقه الإبداعي ومن ثم ينفخ الروح فيه ليكون ناطقاً ومفصحاً عن تفاصيله الجمالية.
يعتقد ((بتهوفن))"لايفصح الفنان عن سعادته بعمله الفني، أنه يخفيها في داخله".
االفنان يجسد الأحاسيس والجمال في اللوحة ويعبر عن قصيدة الشعر بكل أبعادها الحسية بالألوان، كل لون فيها نغمة حسية-موسيقية وكل خط منحي فيها يمثل بحراً من بحور الشعر.
الفن التشكيلي أصعب أنواع الفنون لأنه تعبير صامت عن أشياء صارخة، وتسليط الضوء على الزوايا المعتمة في الواقع وبحث متواصل للكشف عن تفاصيل غير مرئية استدلت الأيام والسنين والأحداث الستار عليها.
الأربعاء، 17 أكتوبر 2012
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)